جهود متعثرة.. هل تنجح الدبلوماسية في إطفاء نار غزة؟| خبير يعلق

شكرًا لكم على متابعة جهود متعثرة.. هل تنجح الدبلوماسية في إطفاء نار غزة؟| خبير يعلق وللمزيد من التفاصيل

في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، تواصلت التحركات الدبلوماسية بين الأطراف الإقليمية والدولية للوصول إلى اتفاق تهدئة يوقف الحرب المشتعلة منذ شهور. 

وهناك تفاصيل جديدة بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار، وسط خلافات مستمرة بشأن قضايا محورية تتعلق بمستقبل القطاع وأمن إسرائيل.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن تواجه الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تقودها الوساطات الإقليمية والدولية عقبات جدية تعيق التوصل إلى اتفاق لـ وقف إطلاق النار في قطاع غزة

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ “صدى البلد”، أن  الضغوط الأميركية على الحكومة الإسرائيلية لم تصل إلى المستوى الذي يجعلها ملزمة بتقديم تنازلات حقيقية. وفي ظل هذا الواقع، يستمر الوضع الإنساني في التدهور.

وأشار فهمي، إلى أن تعكس الصور الحية من المستشفيات المدمرة والشوارع المحطمة حجم الكارثة التي يعاني منها المدنيون في القطاع، وهذه الصور على الرغم من أنها تضع المجتمع الدولي في موقف محرج أخلاقيا، إلا أنها لم تُحدث تحولا ملموسا في مواقف صناع القرار لدى الجانب الإسرائيلي.

وتابع: “يرتبط مستقبل الاتفاق المقترح بمدى استعداد جميع الأطراف للانخراط الجاد في خارطة طريق واضحة المعالم، تتضمن وقفا شاملا وفوريا للعدوان، إضافة إلى ترتيبات ما بعد الحرب، وعلى رأسها إعادة إعمار القطاع، وعودة السلطة الفلسطينية لتولي المسؤوليات فيه. 

واختتم: “يحذر مراقبون من أن استمرار الحرب سيؤدي إلى انهيار كامل للوضع الإنساني، وقد يتسبب في انزلاق المنطقة نحو فوضى إقليمية أوسع، يصعب احتواؤها لاحقا”.

وفى الوقت الذى تدخل فيه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة شهرها الـ ٢١، تتحرك عجلة المفاوضات بوتيرة غير مسبوقة للوصول إلى هدنة قد تشكل بداية لانفراجة كبرى.

وخلال الأيام الماضية، بدأت جولة مفاوضات جديدة، عبر وساطة مصرية قطرية أمريكية، بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، فى الدوحة، من أجل سد الفجوات وتقريب وجهات النظر حول بنود الاتفاق المطروح لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وصولا لإنهاء الحرب بشكل كامل. 

زامنت الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى العاصمة الأميركية واشنطن، حيث التقى بالرئيس دونالد ترامب مرتين خلال أقل من 24 ساعة. 

وخلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، صرح ترامب قائلا: “علينا إيجاد حل لهذه المسألة.. غزة مأساة، ونتنياهو يرغب في حلها، وكذلك أنا، وأعتقد أن الطرف الآخر يريد ذلك أيضا”.

وقد بحث الطرفان خلال لقائهما ملامح اتفاق هدنة محتمل في غزة، تضمن بنوده: الإفراج على مرحلتين عن عشرة رهائن إسرائيليين أحياء، تسليم جثامين 18 رهينة، إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين، زيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، بالإضافة إلى تعهد من ترامب بإجراء محادثات تهدف لإنهاء الحرب بشكل كامل عقب انتهاء الهدنة التي يُفترض أن تمتد لـ 60 يوما.

وبحسب تقرير لموقع “والا” العبري، فقد كشفت مصادر أميركية وإسرائيلية وقطرية عن عقد اجتماع سري في البيت الأبيض الثلاثاء الماضي، ركز على أبرز النقاط الخلافية التي تعيق التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار. 

وشارك في الاجتماع كل من المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، والمستشار المقرب من نتنياهو رون ديرمر، إلى جانب مسؤول قطري رفيع، وتم التوصل خلال اللقاء إلى تفاهمات بشأن ثلاث من أصل أربع قضايا خلافية، فيما بقيت نقطة رئيسية عالقة تتعلق بخطوط انسحاب الجيش الإسرائيلي خلال فترة الهدنة.

وأكد الموقع العبري أن المقترح الإسرائيلي لخطوط إعادة الانتشار، والذي نص على انسحاب محدود مقارنة بهدنات سابقة، قوبل برفض قاطع من الجانب الأميركي والقطري، حيث اعتبر غير كاف، وقد يؤدي إلى انهيار المفاوضات بالكامل. 

كما أشار ويتكوف إلى أن المقترح الإسرائيلي يُشبه إلى حد كبير خطة وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، التي تدعو إلى بقاء الجيش الإسرائيلي في مناطق واسعة من غزة، وهو أمر غير مقبول لدى إدارة ترامب.

من جانبه، أوضح رون ديرمر أن نتنياهو يواجه ضغوطا شديدة من شركائه في الائتلاف الحكومي تمنعه من تقديم تنازلات كبيرة، مشددا على أن أي قرار جوهري يتطلب موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلي، وليس قرارا فرديا من رئيس الحكومة.

في أعقاب الاجتماع، قدمت إسرائيل خريطة معدلة تتضمن انسحابا أوسع لقواتها، وهو ما اعتُبر من قبل بعض المراقبين تقدما في مسار التفاوض. 

من جهتها، أعلنت حركة حماس استمرارها في العمل لإنجاح جولة المفاوضات الحالية، وأكدت موافقتها على إطلاق سراح عشرة أسرى إسرائيليين، مشيرة إلى أن القضايا المتبقية تشمل: “تدفق المساعدات الإنسانية، انسحاب الجيش الإسرائيلي من أراضي القطاع، وتوفير ضمانات حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار”.

لكن صحيفة “يديعوت أحرونوت” نقلت عن مصادر مطلعة أن نقطة جوهرية لا تزال موضع خلاف كبير، وهي “محور موراج” أو ما يعرف بـ”محور فيلادلفيا الثاني”، والذي يفصل مدينة رفح عن باقي مناطق القطاع. 

وإذ تصر إسرائيل على الاحتفاظ بوجود عسكري على طول المحور لدواع أمنية واستراتيجية، بينما تطالب حماس بانسحاب كامل باعتبار أن أي وجود إسرائيلي يعني استمرار الاحتلال.

وقد كشفت مصادر إسرائيلية عن أن تل أبيب عرضت خريطة جديدة تقترح وجودا جزئيا للجيش الإسرائيلي في هذا المحور، إلا أن حماس رفضت هذه الخطة حتى اللحظة.

وفي تصريحات لوكالة “رويترز”، قال مسؤول إسرائيلي رفيع إن اتفاق وقف إطلاق النار قد يتحقق خلال أسبوع أو أسبوعين، مشيرا إلى أن الهدنة تمتد 60 يوما، على أن تستغل الفترة للدفع نحو وقف دائم مشروط بنزع سلاح حماس، وأضاف: “إذا رفضت الحركة ذلك، سنواصل العمل العسكري”.

وفي سياق مواز، أمر نتنياهو الجيش الإسرائيلي بإعداد خطة لإنشاء “مدينة إنسانية” على أنقاض رفح، وذلك ضمن مخرجات اجتماعات “الكابينت” الإسرائيلي.

 وتهدف الخطة إلى تجميع مئات الآلاف من النازحين في مجمع سكني محصن جنوب محور موراج، حيث يفصل المدنيون عن مقاتلي حماس ويخضع السكان للفحص الأمني ويُمنعون من المغادرة إلا بإذن خاص.

وكشف وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن أن المشروع يستهدف إدخال نحو 600 ألف فلسطيني إلى المجمع، معظمهم من منطقة المواصي، مشيرا إلى أنه سيتم إخضاعهم للتفتيش الأمني ولن يُسمح لهم بالمغادرة.

لكن مسؤولين أمنيين إسرائيليين أعربوا عن قلقهم من صعوبات منهجية تعرقل تنفيذ الخطة، من بينها تعقيدات قانونية تتعلق بمسؤولية إسرائيل عن توفير جميع الخدمات الأساسية للسكان بموجب القانون الدولي، وهو ما قد يشكل عبئا كبيرا على الجيش، بحسب صحيفة “هآرتس”.

ونقلت الصحيفة عن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير قوله إن الجيش “لا يجبر المدنيين على التنقل داخل غزة”، مشيرا إلى أن الخطة “تتناقض مع التوجيهات العسكرية التي تنص على تجميع السكان لأسباب أمنية”.

وفي سياق آخر، أكدت الصحيفة الإسرائيلية أن خطة ترحيل سكان غزة إلى الخارج، التي طرحت سابقا بدعم من إدارة ترامب، جرى تجميدها بعد رفض الدول العربية، وعلى رأسها مصر والأردن، استقبال لاجئين فلسطينيين. 

وشددت مصر على ضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من القطاع، مع معارضتها القاطعة لمقترح “المدينة الإنسانية” في رفح.

 وفي السياق نفسه، أفادت وسائل إعلام فلسطينية باستشهاد 16 مواطنا فلسطينيا منذ فجر اليوم السبت، في قصف شنه الاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”، أن أما وأطفالها الثلاثة استشهدوا في قصف استهدف شارع جمال عبد الناصر، مقابل الجامعة الإسلامية غرب مدينة غزة.

وأوضحت وكالة وفا نقلا عن مصادر طبية أن أربع نساء استشهدن، وأُصيب 10 فلسطينيين آخرين، في قصف استهدف منزلًا قرب مدرسة يافا في حي التفاح شرق المدينة.

وأضافت أن مواطنان فلسطينيان استشهدا في قصف استهدف شقة سكنية في حي الشيخ رضوان شرق غزة.

وفي وسط القطاع، استشهدت طفلة، وأُصيب آخرون، جراء قصف طيران الاحتلال الحربي منزلًا قرب مدرسة الحساينة غرب النصيرات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى