الجامعة العربية تطالب بتوفير الدعم العربي والدولي لضمان استمرار تقدم المسيرة التعليمية في فلسطين

شكرًا لكم على متابعة الجامعة العربية تطالب بتوفير الدعم العربي والدولي لضمان استمرار تقدم المسيرة التعليمية في فلسطين وللمزيد من التفاصيل

قال الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية السفير الدكتور سعيد أبو علي إن قطاع التعليم في فلسطين كان في مقدمة القطاعات التي تعرضت للاستهداف الإسرائيلي التدميري، مطالبا بتوفير الدعم العربي والدولي للعملية التعليمية بما يسهم في ضمان استمرار تقدم المسيرة التعليمية وتحسين جودة التعليم لأبناء فلسطين.

جاء ذلك خلال أعمال لجنة البرامج التعليمية الموجهة إلى الطلبة العرب في الأراضي العربية المحتلة في دورتها الـ(109) بتنظيم من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، عبر “الاتصال المرئي”، بمشاركة وفود أعضاء اللجنة من المملكة الأردنية الهاشمية، دولة فلسطين، جمهورية مصر العربية، اتحاد إذاعات الدول العربية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو”، منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “الاسيسيكو” ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “الأونروا”.

ودعا أبو علي كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية والإعلامية لتحمل مسؤولياتها إزاء هذه الحرب العدوانية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على المسيرة التعليمية في فلسطين. 

وأضاف “أن هذه الدورة تأتي في ظل استمرار تصاعد المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين وجرائم الإبادة الجماعية التي تُنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، والتي أدت لاستشهاد وفقدان واعتقال وجرح قرابة 250 ألفًا، وتدمير أكثر من 88% من مباني ومنشآت قطاع غزة، وذلك باستخدام سياسة القصف الممنهج، والتدمير الشامل للأحياء السكنية والبنى التحتية ومراكز الايواء ومنظومة الخدمات الصحية والإنسانية، والتهجير القسري، والتجويع ومحاولات الاحتلال فرض وصايته على العمل الإنساني والتي أصبحت كمائن للموت والإذلال”.

وتابع “أن الوضع في الضفة الغربية المحتلة لا يقل كارثية من حيث مواصلة الاحتلال الإسرائيلي التصعيد في تنفيذ سياساته العدوانية في القدس المحتلة وكافة المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية، وذلك في إطار سياسة الاحتلال الرسمية الممنهجة في حرق واقتلاع وتدمير الممتلكات وفرض العزل والاغلاقات، وتنفيذ الإعدامات الميدانية وحملات الاعتقال، والتهويد وممارسة التمييز العنصري والتطهير العرقي والتهجير القسري، وتوسيع نطاق عملياته الاستعمارية”.

 
من جانبه..قال وكيل مساعد وزارة التربية والتعليم الدكتور أيوب عليان – في كلمة وفد دولة فلسطين – إن طريق طلبةِ فلسطينَ إلى المدارسِ والجامعاتِ مملوء بالقنابلِ والرّصاصِ والقذائفِ والصواريخِ، كدليل على أن التعليم في دائرة الاستهداف.

وطالب بإسنادِ التعليمِ في فلسطينَ، في ظلِّ معاناةٍ هي الأطولُ زمنيًا، والأعمقُ تأثيرًا، والأشملُ على مستوى كلِّ عناصرِ العمليّةِ التعليميةِ، فمعاناةُ التّعليمِ في فلسطينَ مفتوحةُ النّهايةِ وتتطلّبُ جهدًا استثنائيًّا متواصِلًا، وتنظيمَ حملاتٍ بعد انتهاءِ العدوانِ لإيصالِ القرطاسيّةِ والأجهزةِ والأدواتِ للطّلبةِ في غزة، مع العلمِ أنّ التحديات المرتبطةَ بإعادةِ الإعمارِ ستظل ماثلةً حتّى سنواتٍ، مطالبًا “اليونسكو” و”اليونيسيف” بتحمّلِ مسؤولياتِهما لحمايةِ حقِّ أطفالِ فلسطينَ في التعليمِ.

وفي السياق، تم استلام تقارير الوفود حول ما تم إنجازه في مجالات عمل اللجنة خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها الآثار الخطيرة للحرب التدميرية للاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 على العملية التربوية في الأراضي العربية المحتلة وبشكل خاص في قطاع غزة، وعلى أداء مؤسسات التعليـم الفلسطينـية وواقع التعليم في القدس، كما تم عرض للانتهاكات الإسرائيلية بحق العملية التعليمية في فلسطين.

وناقش المشاركون الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في قطاع التعليم في ظل استمرار تدمير المنشآت التربوية وإغلاق المدارس وقتل وجرح واعتقال سلطات الاحتلال للطلبة والمعلمين. 

وأوصت اللجنة بالدعوة إلى وقف العدوان الغاشم على قطاع غزة وإنهاء حرب الإبادة الجماعية بحق أبنائه، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار غزة بما يشمل استئناف العملية التعليمية في القطاع من بناء المدارس وتوفير كافة المستلزمات، وضمان توفير الحماية الدولية للعملية التعليمية.

وأكدت أن الحق في التعليم هو أحد الحقوق الإنسانية الأساسية التي أقرتها القوانين الدولية، وتطالب بوقف الانتهاكات الإسرائيلية لجيش الاحتلال ومستوطنيه في الضفة الغربية ومدينة القدس (اقتحام المدارس، عمليات الهدم والتهديد بالهدم، والاعتداءات المتكررة على الطلبة والمعلمين)، والتي تؤثر على الوصول إلى بيئة تعليمية آمنة، والحق في التعليم الجيد للطلاب الفلسطينيين.

كما حملت اللجنة إسرائيل “القوة القائمة بالاحتلال” المسؤولية الكاملة عن الدمار الشامل الذي لحق بالمؤسسات التعليمية بالأراضي العربية المحتلة وبشكل خاص في قطاع غزة، بما فيها المؤسسات التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) جراء حرب التدمير الشاملة للاحتلال الإسرائيلي التي ماتزال مستمرة.

ودعت الأطر التربوية والإعلامية العربية لفضح جرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، وآثارها التدميرية على العملية التربوية والتعليمية، والتأكيد على تخصيص فعاليات للتضامن ودعم التعليم الفلسطيني.

كما دعت اللجنة المنظمات الدولية ذات العلاقة وخاصة “اليونيسيف واليونسكو” إلى الاستمرار في توفير المزيد من مستلزمات التعليم للطلبة والمدارس في الأراضي العربية المحتلة، ولا سيما في قطاع غزة الذي تعرض وما يزال لعملية تدمير شاملة.

وثمنت الدور الذي تقوم به وكالة (الاونروا) في التخفيف من آثار العدوان الشامل على غزة، ورفض وإدانة كافة القرارات غير الشرعية الصادرة عن الكنيسيت الإسرائيلي، والتي تهدف إلى إنهاء عملها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما دعت الدول المانحة لتغطية العجز الحاصل في موازنتها لتستطيع القيام بمهامها وبرامجها وبشكل خاص برنامج التعليم للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، دون انتقاص حسب قرار إنشائها. 

ودعت اللجنة إلى مواصلة الطلب من الدول العربية والإسلامية والمنظمات العربية والإسلامية (الألكسو – الإسيسكو) الاستمرار في إثراء محتوى مواقعها الخاصة بالقدس على الإنترنت بموضوعات باللغات الحية لفضح وتوثيق الممارسات العنصرية والجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.

وأشادت بقرار المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في دورته رقم 221 إبريل 2025 حول مدينة القدس القديمة وأسوارها، الذي أعاد مُطالبة إسرائيل “القوة القائمة بالاحتلال” بوقف جميع إجراءاتها الأحادية اللاشرعية واللا قانونية في البلدة القديمة للقدس وأسوارها والتي تستهدف القيمة الاستثنائيّة الثقافية والتاريخية للقدس وتُعرّض تراث المدينة الثقافي للخطر.

وأكدت على اعتبار جميع الإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير طابع المدينة المقدسة ووضعها القانوني لاغية وباطلة، ومطالبة بوقف الانتهاكات والإجراءات أحادية الجانب غير القانونية ضد المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف، وبالبلدة القديمة للقدس وأسوارها.

كما أوصت اللجنة وزارات التربية والتعليم والأطر التربوية والإعلامية العربية بإنشاء لجان متخصصة لدراسة ومتابعة التزوير والتحريض على الكراهية في المناهج الإسرائيلية وإعداد الدراسات والبرامج ذات العلاقة بذلك، وإنشاء مواقع على شبكة الإنترنت تخاطب المجتمعات الغربية بشكل خاص، وتعمل على فضح التشويه الوارد فيها.

ودعت اتحاد إذاعات الدول العربية إلى عقد دورات تدريبية تعني باحتياجات وزارة التربية والتعليم العالي في دولة فلسطين في مجال إعداد ومونتاج وإخراج البرامج التعليمية، بالتنسيق مع قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى