“ذا جارديان” تشيد بظهور “بريكس” ككتلة تسعى للاستقلالية بعيدا عن هيمنة الغرب

شكرًا لكم على متابعة “ذا جارديان” تشيد بظهور “بريكس” ككتلة تسعى للاستقلالية بعيدا عن هيمنة الغرب وللمزيد من التفاصيل

أشادت صحيفة الجارديان البريطانية بنمو مجموعة بريكس وبروزها ككتلة جديدة تسعى للاستقلالية وتتطلع إلى تبني آليات مستقبلية بعيدا عن هيمنة الغرب، لكنها رأت أن نجاحها لا يعتمد على الطموح فحسب، بل على القدرة على التنسيق بين المصالح الوطنية لأعضائها.
 

وذكرت الصحيفة، في مقال افتتاحي، أن مجموعة بريكس التي تمثل قوى ناشئة وتتوسع عضويتها تدريجيا تبني قواعد وأدوات جديدة ومستقبلا صناعيا مشتركا – سواء مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو بدونه.

وقالت الصحيفة إن قمة البريكس في البرازيل الأسبوع الماضي كشفت عن تحالف للقوى الناشئة يزداد تعقيدا – وربما أصبح أهمية. وبالنسبة للبريكس، الثقل مهم. ويضم التحالف الآن 11 دولة عضوا – بما في ذلك إندونيسيا، التي انضمت هذا العام – تمثل نصف سكان العالم و40% من الاقتصاد العالمي، متجاوزة بذلك مجموعة السبع بمقدار 20 تريليون دولار .
 

وأشارت الصحيفة إلى أن بريكس بدأت كرهان من وول ستريت على القوى الصاعدة التي تتحدى الغرب. لكن ما يميز المجموعة اليوم هو طموح أكثر دقة واستراتيجية: عزل نفسها عن جاذبية واشنطن مع التعاون لبناء قاعدة صناعية مشتركة عالية التقنية .
 

وأكدت الجارديان أنه ثمة أمور تُصيب فيها البريكس في تحقيق أهدافها. وتحتاج المؤسسات المالية العالمية، مثل صندوق النقد الدولي، إلى إصلاح؛ فقد فشل العالم الغني في الوفاء بوعوده المتعلقة بتمويل المناخ. ويتمثل رد فعل مجموعة بريكس المفهوم في مواجهة هذا التقاعس في إنشاء بنك تنمية خاص بها لتعزيز شكل من أشكال التصنيع الأخضر.
 

وأضافت الصحيفة أن الاتفاق الذي توصلت إليه المجموعة قبل قمة البرازيل حول موقف جماعي رسمي لدول البريكس بشأن تمويل العمل المناخي سيساعد في تحقيق ذلك. فالنمو السريع في الطاقة المتجددة يعني أن الوقود الأحفوري يُمثل الآن أقل من نصف إجمالي توليد الكهرباء في دول البريكس. 

وفي ظل حالة الطوارئ المناخية، ينبغي الترحيب بهذا التقدم. وتتصدر دول البريكس الآن مجال التكنولوجيا الخضراء، وتفخر بأسواق استهلاكية مزدهرة، مما يوفر الأدوات والنطاق اللازمين لدفع عجلة النمو الصناعي .

وبحسب الصحيفة البريطانية، استند نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية على ثلاث ركائز: هيمنة الولايات المتحدة، والهيدروكربونات، والتجارة المفتوحة. واليوم، تنهار هذه الركائز، ويعود الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى الولايات المتحدة نفسها. فالعديد من دول البريكس لا تستفيد كثيرا من دعم النفط، في حين أن الولايات المتحدة هي أكبر منتج له في العالم. 

وفي ختام افتتاحيتها، أكدت الصحيفة أنه لا يزال بإمكان دول البريكس توحيد صفوفها، وستكون خطوتها الأكثر تقنية هي البدء في بناء “قنوات” مالية لتجاوز الأنظمة الغربية. ولن يعتمد نجاح الكتلة على الطموح فحسب، بل على القدرة على التنسيق بين المصالح الوطنية لأعضائها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى